الأربعاء، 20 مايو 2015

رسالة في منتصف الليل


  ترددت كثيرا قبل أن أبعث لكِ بهذه الرسالة
ليس لجبني، بل لأنني خشيت أن أظلمك.. خشيت أن أتهمك بغير ما فيكِ، و أن أبدو كبائس محطم القلب يهذي بكلام لا أساس له من الصحة
لكنني أبعثها الآن، و بكل ثقة من كل حرف كتبته فيها

أكتب هذه الرسالة الآن و أنا أستمع لأغنيتك المفضلة "سوسن- مشروع ليلى" 
لا عجب أنك تحبينها، فقد كنتِ تحبين كل ما يذكرك بنفسك، و تحبين النظر في المرآة بالساعات، و مشاهدة صورك كل يوم، و الاستماع إلى تسجيلاتك، و قراءة كتاباتك
أنتي مهووسة بحب نفسك، و لا لوم عليكِ في هذا.. إنما فقط أنا كنت مخطئا عندما ظننت أنك ستتعلمين أن تحبي أحدا غيرك

الفتاة السابقة التي أغرمت بها لم تستطيع أن تحبني؛ لأنها لم تكن تستطع أن تحب نفسها.. بل لم تكن تصدق أصلا أنني قد أحب شخصا مثلها، ففشلت علاقتنا
لم يكن بوسعي فعل شيئا إضافيا كي أغير من نظرتها لنفسها.. تركتها للأيام علها تصلحها
أما أنتِ.. فكنتِ لا ترين أحدا غيركِ
ربما هناك خطبا ما بي.. لا أعلم لم ألبث أن أنجذب للمتطرفات.. أيها المتطرفة في نرجسيتك

أتعلمين ما الأمر المؤسف؟ هو رأيي حيال حبك لذاتك.. أتعلمين ما كنت أقول عن ذلك؟ أنكِ لا تبالغين، و أنكِ تستحقين هذا الحب، و أن أي أحد كان ليحبك بنفس القدر.. حتى أنا أحببتك بنفس القدر.. فهل ألومك فقط لأنكِ نفس الشخص الذي تحبين؟ لا يبدو هذا عادلا
أعني.. أنكِ رائعة..
أنتِ مضحكة، مثيرة، مُلهِمة، و حساسة، و مليئة بالتفاصيل المثيرة للاهتمام.. و كأن لا نهاية لكِ
كنت أحب طريقة كلامك الساخرة.. كنت أحب عندما لا تأبهين.. و عندما تأبهين.. كان يزداد ولعي بكِ و أنت باكية
و لم أكن أعلم كيف تستطيعين تغيير مزاجي في لحظة بإحدى مزحاتك الارتجالية

لطالما أحببتي البدايات.. فقررتي أخذ البداية من كل شئ، و عدم التعلق بالشئ بما يكفي للوصول للنهاية.. فالنهايات دائمة مؤسفة، و إلا لماذا انتهت؟
لكنكِ كنتِ تحبين الغروب، رغم كونه نهاية اليوم.. لكن ربما لم ترينه كنهاية أبدا.. ربما كنتي تعدينه بداية الليل.. من يدري؟

لم أكن أصدقك و أنا أسمعك تتحدثين عن نفسك بالسوء.. لم أصدق أن هذا الشخص المفعم بالصدق و المشاعر يمكنه أن يجرح بدم بارد
كان الاقتراب منكِ كالحلم.. شعرت أنني لمست السماء، لكنني ما لبثت أن أهوى.. تركتيني أهوى..
لم أستمع لتحذيراتك المتكررة التي كنتِ ترددينها من باب تأدية الواجب.. فقد ككنتي تعلمين أنها لن تبعدني عنك
كنتي بارعة في جعل الآخرين يتعلقون بكِ حتى يصلون لدرجة معينة من التعلق.. حتى يحبونك، و من ثم فدورهم قد انتهى
فما الذي تحاولين اثباته؟ أنكِ قادرة على جعل الجميع يقعون في حبك؟ حسنا نجحتي.. هنيئا عليكِ أشلاء القلوب التي ستتبقى لكِ عندما تصيرين وحيدة.. وحيدة للغاية..
عندما يصدق الجميع تحذيراتك، و كلامك بالسوء عن نفسك
و عندما تُعرفين على حقيقتك، و تتلاشى تفاصيلك الجميلة كلها و كأنها كانت موجودة فقط لتخدم أهدافك في إثبات ما تحاولين إقناع نفسك به

مر الكثير من الوقت مذ أن التئمت جراحي.. أكتب هذه الرسالة و أنا لا أشعر بأي شئ.. إلا بالشفقة عليكِ ربما
أصررت أن أكتبها بعد أن أتعافى فقط لأخبرك أنني و من هم مثلي يستطيعون التعافي و المضي في حياتهم، أما أنتِ فستعيشين في بؤسك للأبد
أعلم أنكِ لن تميزين من أنا من بين من جرحتِ.. أعلم عددهم.. لكنني لن أوقع على الرسالة رغما عن ذلك.. سأتركك لفضولك، و ضميرك، و سأجعل ماضيكِ الذي تكرهين تذكره يطاردك.. سأترككِ تنبشين في ذكرياتك المنسية التي تذكرك بالوحش الذي أنتِ عليه.. 
نوما هنيئا عزيزتي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق