الأحد، 14 يونيو 2015

لم نعد أصدقاء

كنت ابكي اليوم و أنا أقف أمام ضريح صداقتنا .. سار كلانا في طريق، و بت لا تلقي السلام إذا مررت علي
تذكرت كيف كنت تترك أصدقاءك ما أن تراني فقط لتأتي و تلقي التحية

لم نعد أصدقاء..
لا، ليس بسبب شئ مأساوي حدث، ليس لأن أحدنا كان خائنا أو منافقا أو كاذبا
المرة الأخيرة التي حدثتك فيها كنت حادة.. كنت أشعر أنك تتغير معي تدريجيا.. بعدها اخترت انت الخروج من حياتي، و كنت أنا قد سأمت من استرجاعك
ربما ألوم نفسي قليلا لأنني لم أهاتفك حينها.. لم آبه حينها حقا.. كنت قد ضقت ذرعا بكل شئ

لم نعد أصدقاء.. ليس بسبب هذا الشجار التافه. بل لأنني تغيرت -على حد قولك-
لم أفهم يوما هذه الكلمة.. مذ نعومة أظافري و أنا أسمعها، يقولون أنني تغيرت (في عتاب) و أنا لا أفهم لم العتاب
أليس كل شئ يتغير؟ 
المشكلة تكمن في أن كلانا يملك تعريفا مختلفا عن الأخلاق، الصواب، و الخطأ
المشكلة هي أنني ربما أكون صديق سئ حقا.. ربما أنا لا أهتم بما يكفي، أستمع بما يكفي، أو أتسامر بما يكفي
لكنني سأقبلك كما أنت، مهما كنت، و مهما أصبحت
أحاول التفكير في أصدقاء لي خاضوا في رحلة الحياة خاصتهم.. انعطفوا عن البداية، و غيروا اتجاهاتهم.. لكنني لا أتذكر أنني تغيرت مرة واحدة لهذا السبب
أنا لا أعطي ظهري لأحد يأبه لأمري.. لا أعطي ظهري لشخص لا يؤذي أحد
لكن كما قلت.. لكل منا مفهومه، و ربما لذلك لم تعد تتقبلني

للحق فقد فكرت كثيرا في هذا الأمر.. فكرت في الألم الذي يخلفه كل منكم و هو يغادر حياتي بمحض إرادته؛ و لأن هذا خطأ؛ و لأنني شعرت بأنني ضحية للألم، حاولت التفكير في الجناة
هل أنت الجاني؟ برحيلك عن حياتي؟
لكن رغم الألم الذي أشعر، لم أظن ذلك
أعني.. أن لكل شخص كامل الحرية في أن يتواجد قرب من يريد، أو يبتعد عمن يريد
يتعلق الأمر في المقام الأول براحته، و سعادته، و ليس هناك قانونا ما يجبرك على البقاء مع شخص لا تريد البقاء معه
أنا شخصيا أضع راحة بالي في المقام الأول غير آبهة لأي شئ آخر، و فيما عدا ذلك سيعد نفاقا
أليس هذا ما فعلته معي أنت أيضا؟ أليس هذا ما فعله غيرك و غيرك؟
تساءلت.. إن كان هذا حق لك، فلماذا ما زلت أتألم؟

للحق أنك كنت صديقا رائعا، ربما أفضل صديق حظيت به يوما 
كنت صادقا في اهتمامك، في إخلاصك، في تشجيعك..
و أنا لا أذكر أنني كنت بنفس القدر من الروعة.. بل ربما كنت صديقة سيئة 
ما زلت أتذكر كل المرات التي جعلتني أضحك فيها، و ما زلت أحتفظ بغلاف الشيكولاتة التي أهديتني
و ما زلت أشتاق لك عندما أتذكر هذه الأيام.. و ما زلت أبكي
نعم، ما زالت دموعي تسيل على أتفه الأشياء.. لا زلت بنفس القدر من الحساسية، و لا زلت أنا.. إلا أنك ربما لن ترى ذلك
و جميع تلك الذكريات التي أحتفظ بها تجعلني أبتسم أيضا، و تجعلني ممتنة أنني عهدت أيام رائعة كتلك مع شخص رائع مثلك 
و عندها أدركت أن معضلة هذا الألم الذي ينهك قلبي كلما خرج أحد المقربين من حياتي أنا المتسببة فيها
أنا التي لا أفهم كل مرة.. أن لا شئ يدوم
و أن كل الأشياء تتغير و أنا من ضمنها، و العلاقات الانسانية من ضمنها
كيف كنت أدافع عن تغيري و أدعوكم لتقبله، و أنا حتى عاجزة عن تقبله في الاشياء التي تحدث حولي؟
ربما يتعلق الأمر معي بتلك الأشياء التي يتعلق قلبي بها.. ربما لأن هذا ما يهمني حقا، فيصعب علي تقبل التغيير به
لكن هذه هي الحقيقة التي لا ينكرها أحد
 و أن ما يعوقني عن الشعور بالسعادة، و الذي يجعلني غارقة في بؤسي و اكتئابي المزمن هو عدم قدرتي على المضي قدما بسبب ثقل ما أحمله على قلبي 
علمت أن حياة كل منا ليست عبارة عن قصة.. إنها عبارة عن لحظات قد لا تمت لبعضها بصلة
عليك فقط أن تستمتع بأكبر قدر من هذه اللحظات.. و أن تتناسى أمر انتهائها.. 

كان وقتا طيبا لن يتكرر.. فلم دائما أفكر في أنه لن يتكرر، بينما يمكنني التفكير أنني كنت محظوظة لقضائي وقتا طيبا؟

هل سيبدو الأمر سخيفا إن شكرتك؟ لأنني حقا أعني ذلك.. :)