الأربعاء، 31 ديسمبر 2014

لن أبكي الليلة تحت الشراشف

دائما ما أترك اختيار العنوان لحين الانتهاء من كتابة الموضوع.. اليوم فقط بدأت بكتابة العنوان دون أن يكون لدي فكرة كافية عما سأكتبه
فدعوني أحدثكم قليلا عن ليلة رأس السنة

هل هي صدفة أنني أقضي هذه الليلة من كل عام باكية؟ أم أنني أخطط لذلك في مراسم غريبة من الحزن و الكآبة؟
هل أقرر في آخر يوم من السنة أن أستعيد ذكرياتي السيئة طوال العام، و أندب حظي بسببها؟
على الرغم من شخصيتي التي تميل للسواد، و الكآبة، فلا.. ليس هذا ما يحدث
كان يصدف فقط أنني أكتشف أنه في عالم موازِِ يقوم أحدهم الآن بتقبيل حبيبته التي يرجو قربها لمزيد من الوقت، بينما أنا لا أزال أواجه نفس المشاكل السئيمة، و أتعرض للغدر، و الهجر، و الرياء
هذا طبيعي، الجميع يتعرض لهذا، حتى ذلك الشاب الذي يقبل حبيبته الآن قد تعرض لأكثر من هذا
الصدفة فقط تكمن في توقيت حدوث هذه المشاكل.. تحديدا ففي نهاية كل عام لم أكن سعيدة أبدا

العام الماضي قضيته باكية لأنني رأيت وجها آخر من شخص أحببته كثيرا
و العام الذي يسبقه قضيته في نفس الحالة؛ لأن الشخص الذي اهتممت لأمره حقا قرر عقد خطبته على حبيبته السابقة.. لم يستطع نسيانها 
و أذكر أن هناك ليلة قضيتها في رأس السنة و أنا أدرس الرياضيات.. لم أكن أبكي فقط، بل كنت أنتحب

أستطيع أن أقنعكم بأن الصدفة هي التي جعلت من كل ليلة قبل مطلع العام بهذا السوء
أو أستطيع فقط الاعتراف بأنني لم أكن حقا أبذل الجهد الكافي لإسعاد نفسي

لكن ما يجعلني فخورة حقا هو أنني تغيرت بقدر لا بأس به
علمت أنني لا أحتاج لقوى خارقة للطبيعة للتسبب في إسعادي
و أن سعادتي يمكن إيجادها مع نفسي، و ليس فقط مع الآخرين
و أن هناك العديد و العديد من الأشياء في العالم،  الكبيرة منها و والصغيرة، لكن بوسعها جميعها إسعادي

ربما أدركت أخيرا في 2014 أنني ربما بالغت في تقديس الكآبة
و أنه على الرغم من أنني لا أزال أؤمن أن الحُزن من أصدق المشاعر على الإطلاق، لكنه يمكنني أن أشعر بمشاعر أخرى بنفس الدرجة من الصدق.. كالفرح، و الحٌب، و الدهشة، و الشغف
كنت أخشى أن قلمي لا يستطيع التعبير إلا عن الألم، و المعاناة.. ربما لذلك كنت أخشى الخروج من هذه الحالة في أحيانٍ كثيرة
لكن.. ألا يستطيع قلمي التعبير عن اشتياقه لشخص ما؟ أو حُبه لشخص ما؟ أو رغبته في شئ؟ أو الاستطراد في الخيال؟
إنه يستطيع، لكنني فقط لم أكن أبذل الجهد الكافي في تسخير كل ما لدي من كلمات، و تشبيهات لأخرجه بنفس روعة الكلمات الحزينة التي أكتبها

لكن.. ألن أكون جاحدة جدا؟ أن أنسب الفضل في كل هذا لنفسي؟
في الواقع، فإن كل شخص أسعدني في هذا العام قد أثر فيّ كثيرا، و خاصة ما فعله أصدقائي لذكرى مولدي

هل تعلم ما هو تأثير أن تعتقد أن لا شئ على الإطلاق قد يستطيع إسعادك، لكن من حولك يثبتون لك العكس بإسعادك؟
إن عدد المرات التي اكتشفت فيها أنني كنت مخطئة بهذا الظن جعلني أفكر مليا في تحطيم أساطير الكآبة التي عشت بها طوال عمري
لا أتوقع من الجميع أن يفهم طبيعة هذا التأثير الذي حدث بي، لكن دعوني أقول أن كل شخصا قد أسعدني كان في الواقع يصنع شرخا صغيرا في السد الذي وضعته لنفسي في وجه السعادة الحقيقية.. حتى انهار، أو أوشك على الانهيار

كنت أفشل في الشعور بالسعادة، و لكن..
كل ما أريد قوله فقط أنه عندما يفشل الإنسان في شئ.. فذلك ليس لأنه لا يستطيع.. بل لأنه لا يريد.. ليس بالقدر الكافي. 

الجمعة، 21 نوفمبر 2014

حياتي مع الحجاب

كنت فرحانة قوي بتِوَك الشعر الجديدة اللي ماما جابتها لي..
كان فيه اتنين لونهم بمبى، و واحدة زرقا كدة، و كان الفصل كله بيشيد بجمالهم
و أنا بالبس الطرحة البيضا لأول مرة ماكنتش متضايقة، في النهاية كان دا اختياري (دا لو هنطلق على قرار طفلة عندها 11 سنة اختيار يعني!)
لكني ماكنتش قادرة أتوقف عن التفكير في التوكة الجديدة اللي مش هالبسها تاني

الكل اتفاجئ بشكلي، و لي أصحاب باركولي.. أمي كانت أكتر واحدة فرحانة إن عندها بنت عاقلة أصرت تعمل الصح، و تتحجب من بدري

بس كنت باحلم بكوابيس.. عن إني في يوم نزلت و نسيت ألبس الطرحة، كنت باقوم من النوم مفزوعة كأن الناس كلها شافتني عريانة
و كنت بامشي في الشارع و أنا بافكر ازاي لو كنت مالبستش الطرحة كان زماني باخد ذنوب على كل شعراية باينة، و اتأثرت قوي و خفت لما سمعت الشيخ بيقول إن اللي مش بيتحجبوا هيتعلقوا من شعرهم يوم القيامة، و هيفضلوا يتعذبوا، و كنت برضو سمعت إن لما واحدة بتتحجب و اتمنت أمنية بتتحقق لها.. ساعتها ماعرفش ليه اتمنيت أخلص حفظ القرآن كله.. يمكن عشان حنان ترك اتمنت كدة.. و يمكن عشان قالولي و أنا صغيرة إن اللي حافظ قرآن أكتر هيقرأه في الآخرة و ربنا هيفضل يرفعه لجناته على قد ما هو حافظ

مرة في حصة الألعاب واحدة صاحبتي قالت لي "دوخيني"
و للي مايعرفش.. دي لعبة ظريفة اتنين بيمسكوا ايد بعض و يخلوا رجليهم محور تمركز، و يطلقوا العنان لجسمهم إنه يلف في دايرة
كنت باحب ألعبها، و قلت لها ماشي.. بس دي كانت آخر مرة لعبت فيها "دوخيني" عشان لما خلصت اللفة المرة دي الطرحة اترفعت، و شعري بان ، و كنت محرجة و مكسوفة قوي، و اليوم دا لما روحت البيت عيطت، و قررت مالعبش اللعبة دي تاني، و لا أعمل أي حركة تعرضني لموقف زي دا
تصرفاتي بقت زي تصرفات سيدة مسنة في جسد طفلة!

لما ابتدت مدرستي تبعد شوية عن بيتي في ثانوي، بدأت أتفاجئ بالتحرش.. ماكنتش فاهمة ليه ممكن واحد يضايق بنت رايحة مدرستها و في حالها.. و كنت شبه باعيط كل يوم
مرة و أنا رايحة في الطريق واحد ضايقني، بس المرة دي أثرت فيا قوي.. خدش حياءي بكلامه، و أنا كملت مشي
ماما قالت لي و أنا صغيرة إن البنت المحترمة المفروض تعمل إنها مش سامعة حاجة لو اتعاكست
كملت مشي و أنا مصدومة و مكتئبة.. بخطوة مترنحة وصلت المدرسة متأخر 10 دقائق
أول ما مدرسة على الباب جت تسألني اتأخرتي ليه انفجرت في العياط بطريقة هستيرية
ماكنش حد عارف أنا باعيط ليه.. و لا أنا كمان.. ماكنتش عارفة أنا باعيط على ايه و لا ايه

كنت بافضل ألوم نفسي كتير على لبسي.. و أحاسب نفسي مليون مرة لما أرجع البيت
مرة قررت أخرج و أنا شكلي وحش
انتوا عارفين إن مافيش بنت وحشة.. بس فيه بنت مابتهتمش بنفسها.. اليوم دا تحديدا خرجت بدون أي اهتمام بمظهري
ماعرفش دي مجرد صدفة و لا لا.. بس ماحدش كلمني كلمة و لا بص لي أصلا
رجعت البيت بصيت في المراية.. اتضايقت!!
سألت نفسي هو أنا المفروض أكون شبه الغفر عشان ماحدش يكلمني؟!
حسيت إن مش دا الحل
و كنت حيرانة.. دا أنا اتحجبت عشان أمنع الفتنة و ماكونش عرضة للمضايقة بالشكل دا
بس كل بنت بتبقى عايزة تحس بأنوثتها.. دي فطرة فيها.. ازاي منطقي أقاوم الفطرة دي!!

لمدة سنوات كرهت نفسي، و كرهت أنوثتي
و فضلت سنوات ألعن اليوم اللي اتولدت فيه أنثى.. كنت باحسد الولاد قوي، و كان نفسي أبقى ولد، و لو كان بإيدي أتحول لولد في لحظة ماكنتش تراجعت
ماكنتش حاسة إني جميلة، و كنت باكره جسمي، و أي جزء جميل فيه، و أي حاجة كانت سبب في إن حد يتعرض لي في الشارع
كنت باخجل و أستعر و أتبرأ من أنوثتي.

أنا فاكرة في الفصل كان معانا بنت اسمها هند.. كانت محجبة
دخلت الفصل في يوم من غير طرحة.. اتصدمت
واحدة راحت تقول لها: "ايه دا يا هند؟" و لسة هتكمل، فصاحبة هند ردت عليها : "أيوة هي سافلة و قلعت الحجاب، كل واحدة في حالها بقى"
 كل البنات في الفصل كانوا بيبصوا لها بطريقة غريبة، نظرات فيها احتقار و اشمئزاز
كان اليوم دا عندنا امتحان.. هند طلبت قلم زيادة عشان تكتب به.. كلهم بصوا لها بقرف و ماحدش عبرها
قمت أنا اديتها قلم لما لقيتها محتاسة..
روحت البيت و أنا زعلانة قوي، و قلت لماما إن فيه بنت قلعت الحجاب، و إني زعلانة عليها
اتفاجئت إن أحد قريباتي الكبار لما سمعت الحكاية قالت لي "عاملوها وحش لحد ما تلبسه تاني"

فاكرة مدرس العربي اللي كان بيدخل الفصل يضايق صاحبتنا ريهام عشان بشعرها و كانت بتعيط من كلامه، و كلنا كنا بنبقى شايفينه صح و هي اللي غلط، و بطريقة ما كنا بنسكت على اللي هو بيعمله.. أهالينا ربونا على إن دا الصح..

دخلت الجامعة.. و احتكاكي بالمجتمع زاد
حسيت إن فيه حاجة غلط فيا.. و إني متعقدة من أنوثتي، و مش عارفة أداريها ازاي كأنها حاجة عيب
بعد فترة بدأت أتصالح مع نفسي، و أحب نفسي.. بس ماكنتش راضية عن مظهري لما بابص في المراية
كنت باتضايق لما حد يقول لي "يا مدام" ماكنتش عارفة دا بسبب زيادة وزني، و لا طريقة لبسي
بس كنت باتضايق

مرة من حوالي سنتين جالي سؤال على موقع أسك عن الحجاب.. و جاوبت إنه أكتر من مجرد قماشة.. دا مكمل للأخلاق و الفضيلة و إلخ..
بس ماكنتش واخدة بالي إن الناس سابت المعنى، و مسكت في حتة القماشة.. و بقى الحجاب رمز العفة، رغم إنه برضو مجرد قماشة

فيه حاجات كتير حرمت نفسي منها، حاجات كتير ماعملتهاش.. كنت باحس إن عمري بيفوت و أنا مش عايشة سني

مش حجابي كان اختياري؟ طب ليه مش عارفة أختار إني أخلعه؟
عارفين المثل اللي بيقول لك "دخول الحمام مش زي خروجه؟" أهو نفس الطريقة
"دلوقتي تقلعي الحجاب، و بكرة الله أعلم هنجيبك منين.." 
حتة القماشة دي أخدت أكبر من حجمها السنين اللي فاتوا.. كأن اللي لابساها دي مش إنسانة، و ماتقدرش تتحكم في تصرفاتها
و كأنهم مش عارفين إن اللي عايز يعمل حاجة بيعملها، و اللي مش عايز بيتحكم في نفسه، و الحجاب مالوش أي علاقة
و اكتشفت إن ممكن الأهل يكرهوا بنتهم في لحظة، و يتبرأوا منها بسبب حتة القماشة أم متر و نص دي.. آه و الله

أنا كنت مدخرة كلام كتير لبعد ما أخلع الحجاب.. بس مابقتش تفرق عموما.. كل الناس عارفة موقفي الحالي من الشئ دا.. حاجة بسيطة بس هيمنت على حياتي بطريقة أخدت منحنى سئ
أنا مش بادعو لخلع الحجاب، و لا بادعو لشئ أصلا.. كل واحدة تعمل اللي مقتنعة به، بس الفكرة.. إن معظم البنات مش عارفة تعمل اللي مقتنعة به.. دا يخليني مش قادرة أقول حتى: "يا بنتي اعملي اللي انتي عايزاه" 
حتى دي صعبة!
لو حد مش عايز يعرفني عشان موقفي من "الحجاب" مختلف عن موقفه يتفضل من حياتي من دلوقتي و مايستناش لما أقلعه فعلا.. عشان أنا عايزة الناس اللي حواليا تقبلني زي ما أنا، وتكون قادرة تتقبل الاختلاف.

-يُتبَع-

الأربعاء، 12 نوفمبر 2014

جدير بالإعجاب أيا كان

كنت في قطار الأنفاق.. منهكة جراء يوم طويل ، شاردة أطيل النظر إلى ما تقع عليه عيناي
إلا أن الناس لم يكونوا ودودين حقا.. لا أحد يحب أن ينظر إليه أحد على أي حال، فأشحت بنظري إلى النافذة و فقط
لكن.. كنت لا زلت أرى انعكاسات الأقدام، و من بين كل الأحذية لمحت قدمين انتعلتا صندل يُظهر منهما أكثر مما يخفي

كما تعلمون.. الصنادل ذوات الأصبع هي صيحة هذه السنة
لكنها لم تكن تليق بجميع الفتيات حقا.. أساءت الكثيرات ارتداءها.. و أكثر ما انزعجت منه هو عدم اختيارهن لمقاسهن الصحيح، فتبرز أصابعهن من الصندل، و يبدين كمن انتعلت شبشب أختها الصغرى
لكن ما رأيته كان مختلفا.. لا أعاني هوسا بالأقدام أو ما شابه، لكنني أُقَدِّر الجمال عندما أراه.. أصابع أقدام تلك الفتاة كانت رائعة حقا.. كانت تظهر أنوثة كبيرة، و رقة رغم أن مقاسها لم يكن صغيرا
كانت تضع اللون التقليدي لطلاء الأظافر.. الأحمر
إلا أنه لاءمها جدا! كان يتماشى تماما مع بشرتها.. لقدميها تلك البشرة البيضاء، بيضاء لكنها ليست شاحبة

هل سيكون من الغريب جدا أن أذهب و أخبرها بإعجابي بقدميها؟
اعتدت أن أخبر الجميع بالإطراءات، حتى من لا أعرفهم.. لكن في هذه الحالة سيكون الأمر مخيفا قليلا
على الأرجح أن هذه الفتاة تعرضت للمطاردات الكثيرة من قِبَل الفيتش 
ليس لدي شئ ضدهم، و لا ضد طبيعتهم، لكن كثيرا ما يكونوا مزعجين، و متطفلين، و ملاحقتهم تصيب المرء بالضجر و الاستياء

قررت أنني سأكتفي بالنظر لوجهها، فقط لأرى هل وجهها بجمال  قدميها أم لا
بحثت عن موقع القدم على زجاج النافذة؛ لأحدد مكان الفتاة
ارتبكت..
فقد كانت هذه الفتاة.. هي أنا!

الجمعة، 31 أكتوبر 2014

و لكم في الخيال حياة.. و موت إن طالت فيه الحياة!

عندما تنقطع علاقتي بأحد الأشخاص.. لا تؤلمني كثيرا الذكريات.. لا يبكيني ما كان، بل ما كان يمكن أن يكون لولا انقطاعها
إنها ضريبة أدفعها لقاء خيالي الجامح، و الروايات المستمدة من الأشخاص الذين يمرون على حياتي.. حتى وجوه أولئك الغرباء تلهمني

الأمر يكاد يكون جنونيا.. أن تلمح شخصا على الأرجح لن تراه مرة أخرى، و تبدأ بإدخاله إلى مستقبلك، و تخيل كل الأحداث المتوقعة التي تحدث بينكما.. حتى أنك ربما تتخيل كيفية انقطاع علاقتكما

الأمر خرج عن سيطرتي
بدأ الأمر و أنا صغيرة.. عندما اكتشفت فجأة أن مخيلتي محدودة
كان الأمر يزعجني.. كان الخيال كأرض جديدة لا أعلم ما بها
عندما دخلتها لم أستطع المغادرة.. كان الأمر ساحرا جدا.. للحد الذي أوصلني في بعض المرات لإنكار واقعي برمته

أعترف أن الخيال كثيرا ما أمسك بزمام الأمور في عقلي، و ذاكرتي، و حتى قراراتي
و قضيت فترة كبيرة من حياتي أحاول استعادة السيطرة
وددت لو أنني على الأقل أستطيع التفرقة بين الواقع، و الخيال

الأمر فقط.. أن الخيال تعدى مرحلة الجمال..
مكثت فيه طويلا للحد الذي وصلت فيه لمرحلة محاكية للواقع
بدأ يصبح قبيحا، أليما.. 
بدأ يصبح.. واقعيا!!

كان جزء مني يحاول ترهيبي من هذا العالم الوردي الخادع.. لكن و مرة أخرى: الأمور قد خرجت عن السيطرة

بدأت أتخيل الأسوأ.. لأحمي نفسي من الواقع الأليم المُحتَمَل
لكن.. لم أكن أفعل شيئا حقا غير إدخال نفسي في دوامات متتابعة من الكآبة، و السواد

إلا أنني.. و فقط عندما تنقطع علاقتي بأحد الأشخاص
أبدأ في تذكر كل شيئا جميلا تخيلته لمستقبلنا

لكنني سرعان ما أتناسى، و أنزل الشارع لأطالع المارة
و أهمس في نفسي أثناء عبور أحد الأشخاص من أمامي: 
"وداعا أيها الغريب الذي لم أحييه قط.. من المؤسف أنك لا تعلم كم يمكن أن يكون زواجنا رائعا!"

الخميس، 30 أكتوبر 2014

حُمى الاشتياق

لا أعلم متى آل بي الحال لهذا..
أصبحت أخشى ظلي، و أخشى منظر الدماء
و أرهب الأصوات أيا كان مصدرها

هل هذا يتعلق بتوقف أحلامي الدموية السادية؟
لطالما كنت أتلذذ بمظهر الدماء و التعذيب، و القتل في عقلي الباطن
لكن ليس في هذه الأحيان..

كنت لا أخشى شيئا.. و أسير واثقة الخطى أنفي يلامس السَحاب
أصبحت أخاف كل شئ.. و هذا ليس جميلا
لم أعلم لماذا، لكنني كرهت هذا
بت مُنكَسِرة..
أردت العودة لنفسي القديمة.. لم أعلم أهي حالة مؤقتة أم مُستَديمة
أهذا ما يحدث جراء الاكتئاب؟ أهذا ما يولده بي الألم؟

كان الألم يجعلني أقوى.. يجعلني أقسى
لا أعلم لماذا يضعفني هذه المرة.. ألأنني لا أريد حقا أن أتحول لهذا الوحش الغاضب القاسي؟
لماذا هذه المرة أحتجزه؟ ألأنني سأمته؟ أم لأنني أخشى منه؟

نفسي العزيزة.. اعذري كلماتي المتخبطة، و تساؤلاتي الكثيرة
تغاضي عن خوفي و ارتباكي، و اخبريني بالحق
أين أنت يا حدسي؟ أين تذهب عندما أحتاجك أيها الجرذ الجبان؟
لن ألومك عندما تخطئ.. هذه المرة سألوم نفسي
كان على أن أفَرِّق بين ما توقعته، و ما تمنيته
و شتان بينهما يا فؤادي.. شتان..

يقال أنك فقط عندما تتوقف عن توقع الأسوأ، تجده
يا لعبثية القدر!
حتما تمازحيني أيتها الحياة.. ألا أجد بكِ الخير يوما؟
بل ألا أجد بكِ السعادة؟

عندما قررت وطأ هذه الأرض لم أكن أظن أنني سأرغب بالمكوث بها
لم أكن أحسب أن أيامي بها أكثر من معدودة
لكن الأمر اختلف عندما دخلتها
لم أظن قط أنني سأغادرها.. على الأقل ليس بهذه الطريقة

يذكرني الأمر بهذه البلد.. 
رحلت عني رغم أنني لم أرحل عنها
أود الرحيل لكن لا أستطيع
أنا مُعلَّقة بين الواقع و الأحلام
و لا تضحكني غير الأوهام

أنا فتاة يا سيدي لا أقبل المساومة
إما أن أُتَوَّج على عرش هذه المملكة
أو أن تُسحَب جنسيتي، و عندها سأخرج بكرامتي

افعل بي أي شئ، اصدر قراراتك الدكتاتورية أو الديموقراطية
فقط ناولني الدستور.. 
و حاول ألا تتلاعب بالألفاظ.. توقف عن هذا الهراء الذي يفعله كل الدبلوماسيين
لا تؤجل إشعارك إلى حين
و توقف عن جعلي أشعر أنني مذنبة دون أن تلقي القبض علي
و توقف عن دس الماريجوانا في حقيبتي، و أنت تعلم أنني لا أدخن حتى

فأنا..
أريد ألا أخاف أن أنظر لعينيك يوما و أجدك تتحاشاني
أو أن أتصل بك يوما ، و أنت تتفاداني

لا أريد النوم باكية متسائلة عن الخطأ الذي فعلته بحقك
لا أريد النوم باكية بسبب أنك لم تأبه لبكائي
لا أريد أن أبكي.. أو أن أخاف

هذا الشعور الجنوني بالخوف من فقدانك قد يدفعني يوما إلى تعمد فقدانك

أعلم.. أنت لم تفعل شيئا .. 

أنا مجنونة.. أهول الأمور، و أختلق الأشياء، و أفقد عقلي عندما أعجز عن الفهم، أو عندما أشتاق!

الجمعة، 24 أكتوبر 2014

الفرص

الفرصة.. هي اللي بتجيلك؟ و لا أنت اللي بتخلقها؟

الحياة عبارة عن مجموعة من الفرص، و نقاط التحول اللي بتغير مسار حياتك تبعا لاختياراتك 
الحياة مش بتتيح لك اختيارات كتير، مش بتخليك تختار أهم الأشياء في حياتك زي : "اسمك، عائلتك، جنسك، شكلك، بلدك.. إلخ"

كأنك وزعت الألوان عشوائيا على مجموعة أطفال، و قلت لهم ارسموا

أنت مش قادر تفهم مدى عشوائية الحياة.. مش فاهم ما إن كان للقدر خطة، أم إنه بيهذي
ساعات بتحس إن كل حاجة ماشية تمام، أو إن كل حاجة بتعاند رغباتك.. ماتعرفش!

بس الفكرة في الفرص.. إن مش كل الناس هتعرف تميزها
ساعات بعد ما يفوت الأوان بتكتشف إنك فوتت على نفسك فرصة مش هتتكرر
الأمر اللي بيخليك تحس بشعور اسمه "الندم"

الندم مش بيبقى نتيجة إنك أسأت الاختيار؛ لأنك لو كنت اخترت، كنت هتقدر اختيارك إيا كان، و لو اتكرر الموقف مليون مرة هتقوم بنفس الاختيار
لكن الندم بينتج عن إنك ما اديتش لنفسك فرصة للتفكير.. ما اخترتش، و طنشت، و اتصرفت بدون تفكير، و بدون حساب للعواقب
أو حتى عشان أفرطت في التفكير، و احترت، فاتأخرت، و فات وقت القرار

فكرت قبل كدة إنك "ماديتش لنفسك فرصة تدي للأمر فرصة؟"

امتى بيبقى عندك استعداد تجرب، و تخاطر، و تخوض أمر رفضته كتير قبل كدة
ايه المختلف في الشئ دا؟ في الشخص دا؟
ماتعرفش..
و دا بيخليك تحس إن قراراتك لا تقل عشوائية عن الحياة.

عُمر حد سألك "ليه عملت كدة؟ ليه اخترت كدة؟"
و ماكنش عندك إجابة غير إنك عايز كدة؟ أو حسيت إنك عايز تعمل الشئ دا؟
الشعور اللي مابتبقاش عارف تفسره بعقلك، و مابيبقاش له أسباب منطقية دا.. بيقولوا اسمه "حُب" 

مش دايما الفرص بتنجح.. فحتي الفرصة ساعات بتبقى عايزة فرصة!
كل الأمور بتحتاج مساحة.. مساحة زمانية، مكانية.. بس تقديرك للمساحات، و وقتها هو اللي بيفرق

الفرص هي اللي بتجيلك، بس أنت اللي بتستغلها
الفرص هي اللي بتجيلك، بس بتيجي نتاج سلسلة من اختياراتك الشخصية، و تقاطعات حياتية

انت مش بتخلق الفرص، بس بتساهم في صناعتها، و دا اللي بيخليك تطلق على أشياء معينة "فرص" دونا عن غيرها، عشان أنت عايزها، و من الأول بتسعى لها، و لما شفتها عرفتها..
الأمر كله يكمن في.. إنك تعرف انت عايز ايه.

الأربعاء، 1 أكتوبر 2014

صرخة الريحانة

أكاد أقسم أنني سمعت صراخها! الريحانة..

لكن كانت فكرة سديدة بألا أُقسِم.. حيث أن النباتات لا تصرخ، على الأقل ريحانتي التي أربيها لا تصرخ. كان هذا صوت آخر قادم من الشارع
لكن مجازا.. سأعتبرها صرختها.. ذلك الصوت الذي زلزل ضميري و أنا أقطف بضع أوراقها لأعد السباجيتي بصلصة الطماطم و الحبق..
هل كنت أفكر في ريحانتي و أنا أنتزع الأوراق؟ لا بالطبع، كنت أفكر في السباجيتي
و لم أشعر بأي ذنب .. حيث أنني أعتبر أوراق النبات مثل الشعر الآدمي، سينمو مجددا دائما، و لن يؤلمها
هل هذا صحيح علميا؟ لا أعلم، إنها مجرد نظرية وضعتها، و استخدمتها على الأشياء التي تعاود النمو من جديد

لكن.. لم يهتز ضميري بسبب قطف الأوراق.. بل بسبب إهمالي لها
هل رويتها هذا الأسبوع؟ لا، فأنا لم أعد السباجيتي هذا الأسبوع، و لا البيتزا أيضا

كان كل هذا يدور في عقلي، و أنا أكاد لا أصدق كم أنا انتهازية
لم أكن أتذكر وجود نبتة الريحان تلك إلا عندما أحتاج لها

نبتة الريحان تلك.. كانت هدية من أحد الغرباء
كنت عندها في قطار الأنفاق الملئ برائحة العرق، و القذارة
و في وسط الزحام دخلت تلك المرأة المسنة و هي تمسك بورق جرائد ملفوف حوى شيئا رائحته طيبة للدرجة التي تطغى على أي رائحة سيئة
كنت أتنشق الرائحة كالمجنونة، و وجدت نفسي أخترق الزحام غير آبهة بتوبيخ الناس لي، متوجهة إلى تلك السيدة
كان التوتر يملأني عندما نظرت لعينيها.. لم أعرف ماذا أقول لها، فسألتها رغم معرفتي الإجابة: "ما هذا النبات الجميل الذي تنبعث منه تلك الرائحة الطيبة؟"
فأجابتني ببشاشة: "إنه الريحان! انتظري"
و وجدتها تعطيني بعض من بذور الريحان، و تلفها في ورق جرائد، و تخبرني بأن أزرعه عندي

كانت تلك.. أجمل هدية من غريب.. كان هذا أمرا مميزا حقا

فسامحيني يا نبتتي.. سامحيني، لكن اصمدي، و اعذري إهمالي الذي لن يتكرر أبدا...

لهفة و شفقة

"-آلو.. أحمد؟
-أيوة أحمد يا نهى، هيكون مين
-آه، أنا بس كنت باتأكد
-تمام
-عامل ايه؟
-تمام الحمد لله
-يا رب دايما 
-....
-آاا.. أنا بس كنت متصلة أطمأن عليك، و أقول لك جمعة مباركة و كدة
-ربنا يخليكي
-عشان بقى لي كتير ماسمعتش صوتك..
-آه.. من ساعة البارح لما اتصلتي تقوليلي Happy weekend .. كتير فعلا
-هاها.. بتتريق عليا يا أحمد؟
-يعني آه
-أوه..
-باهزر يا بنتي، ماتبقيش كدة.. انتي عبيطة؟
-آه
-هاهاها! حد يقول على نفسه كدة؟
-هاها آه الاعتراف بالحق فضيلة بقى
-ماشي يا باشا مانتحرمش من سؤالك.. كنتي بتعملي ايه كدة؟
-مافيش كنت باحاول أخلص الكيميا العضوية 
-تمام، ماعطلكيش بقى، كملي مذاكرة
-ماشي يا أحمد، خلي بالك من نفسك
-تمام
-باي يا أحمد
-باي"


الخميس، 25 سبتمبر 2014

Heartbreaking issues

"I broke many hearts-
Your heart will be broken too-
But I didn't mean to hurt anyone! It just happened- 
Ok, You will be hurt by someone who don't mean to hurt you, It will just happen-"

It's not hard to make me like you..
Just sing for me, write for me, cook for me, or even make me laugh
Whatever you do, I'd like you if you do it sincerely
But you can't make me fall in love with you.. not in purpose
It's just.. I never know whether I am in love with something or not unless I felt I am about to lose him

They say, The one you love is the one you can't imagine your life without at all

Do you know that feeling? When you lose someone, so you feel so lost?
Then talk to him again, so you feel home?

Would you know if he means that much to you unless he hurt you?

Now you see the problem..
Cuz those who love you will never hurt you, dump you, or let you down
Even if you are in love with one of them, He'd simply be the wrong person

Sometimes I wish if I can love you.. You are almost perfect, you know
But I am unable to love.. I can't force myself to love someone just because that's what I want
There's no reason, it's just not how it goes when you fall in love

What if I asked you to hurt me? I know you can't.. but I think it's the only solution we have.. To figure out what I really feel

الاثنين، 2 يونيو 2014

إغلاق الفيسبوك

ليست المرة الأولى التي أغلق فيها حسابي على موقع الفيسبوك.. لكنها المرة الأولى التي أغلقه، و لا أود فتحه مرة أخرى حقا!
سأمته بكل ما فيه.. إنه الخراء متجسدا في كلمات مبعثرة يلقيها الجميع دون تفكير!
أصدقائي الذي يدعي الموقع أنهم أصدقائي لمجرد أنهم على لائحة الأصدقاء، ليسوا بأصدقاء!
لا أحد يمكن الاعتماد عليه.. لا أحد يواجه أحدا.. يقضون الوقت في كتابة المنشورات #الموجهة ، و #المقصودة للحصول على المزيد من الإعجابات و لفت الانتباه، لكنهم أبدا لا يواجهون الآخرين!
منشورات الكراهية و الغل أغرقت الموقع.. أصبح موقع "القذف الاجتماعي"، موقع "السب الجماعي" ، و في الواقع يتجلى النفاق.. فقد أشفى الجميع غليله بالإعجابات و التعليقات التي حازها!
أصبحت هناك حربا باردة.. و حربا نفسية تتلاعب بالأعصاب.. الجميع يكتب الكلام الجارح.. الجميع يسخر من الجميع، حتى لو لم يكن هناك مدعاة للسخرية!
و دائما هناك منافسة خفية، عمن تحوز صورتها العدد الأكبر من الإعجابات!
و شرط البقاء هو: التفاهة
التفاهة تعجب الجميع.. تنال الاهتمام.. اكتب منشورا تافها ستجد عددا رهيبا من الإعجابات رغم أنه ليس مضحكا حتى! و لا فكرة فيه، و لا إبداع، و ليس هناك أسلوب سرد جيد كُتِب به!
إن الذوق العام المتردي يتجلى و يظهر في هذا الموقع السخيف!
لا أحد يكون نفسه حقا، إلا القليل! 
معظم المنشورات مسروقة، و منسوخة، و مقلدة! مات الابداع، و أصبح النسخ هو الأساس، ليتحول الجميع إلى نسخ متشابهة!
و البقاء للمنافق.. سأسب و ألعن في الريحة و الجيئة.. ليقولوا عني أنني مبدع ذو رأس ماسية، رغم أنني لا أجرؤ على قول كلمة من هؤلاء في الواقع!
سأنتقد كل من يسب و يلعن، حتى لو كان بسبب انفعال، بحجة أن هذه قلة أدب و تربية، رغم أنني بنفسي أسب عشرات المرات في اليوم الواحد!
الجميع يزايد على الجميع! الجميع يظن أنه أفضل من الجميع!
لم أجد الدعم.. لم أجد الحب.. كل ما فيه مزيف جدا، و مُحبِط جدا
كرهته، و لا أود العودة إليه.. 

الخميس، 2 يناير 2014

تأملات في ظلمة النفس

لأن الشخص لا يستطيع تغيير مشاعره تجاه ذكرياته، بدأت بإعادة تشكيل ذكرياتي
حذفت منها الكثير، و أضفت الخيال لبعض الوقائع..
شوهتها أم جمّلتها، المهم أنني غيرتها
كنت أتباهي بقدرتي على النسيان، بينما الحقيقة أنني كنت أختلق الأكاذيب على نفسي و أحيا فيها
لكن العواقب جاءت وخيمة
ليس الماضي فقط هو الذي اختلقته.. بدأت (لا إراديا) باختلاق أشياء في الحاضر امتدادا للماضي المزيف؛ ليتماشى كل شئ جيدا
كان لا بد من أن أسير على نهج واحد.. و لو أنني أعلم أنني سأسقط في النهاية..


و في الأوقات التي يسأم فيها عقلي من الذكريات اللا منطقية التي اختلقتها، يحذفها تماما، حتى أصل لهذه المرحلة التي أنا فيها الآن: و هي أنني لا أتذكر أي شئ من الماضي على الإطلاق و كأنني أتيت من العدم.

لكن ما تأثير شعور أنني أتيت من العدم عليّ؟
هل هناك شئ يأتي من العدم؟ لا
إذا، فأنا لا شئ؟
تدريجيا يبدأ الشخص بالشعور بالتلاشي حتى يصل لمرحلة يشعر فيها أنه ميت تماما.

عندما أقول: "أنا ميت" ينظر لي الناس بتعجب، (فعلى حد قولهم) الموتى لا يتكلمون
و هم يجهلون أن هناك من يموت نفسيا لعدة أسباب منها ما ذكرت سلفا
و عندما يصل الإنسان لمرحلة الإقتناع التام بأنه ميت، فلا شئ يشكل فارقا في الحياة، هي تكون بداية للموت الحقيقي و في بعض الأحيان قد تؤدي هذه الحالة إلى الانتحار.