الجمعة، 31 أكتوبر 2014

و لكم في الخيال حياة.. و موت إن طالت فيه الحياة!

عندما تنقطع علاقتي بأحد الأشخاص.. لا تؤلمني كثيرا الذكريات.. لا يبكيني ما كان، بل ما كان يمكن أن يكون لولا انقطاعها
إنها ضريبة أدفعها لقاء خيالي الجامح، و الروايات المستمدة من الأشخاص الذين يمرون على حياتي.. حتى وجوه أولئك الغرباء تلهمني

الأمر يكاد يكون جنونيا.. أن تلمح شخصا على الأرجح لن تراه مرة أخرى، و تبدأ بإدخاله إلى مستقبلك، و تخيل كل الأحداث المتوقعة التي تحدث بينكما.. حتى أنك ربما تتخيل كيفية انقطاع علاقتكما

الأمر خرج عن سيطرتي
بدأ الأمر و أنا صغيرة.. عندما اكتشفت فجأة أن مخيلتي محدودة
كان الأمر يزعجني.. كان الخيال كأرض جديدة لا أعلم ما بها
عندما دخلتها لم أستطع المغادرة.. كان الأمر ساحرا جدا.. للحد الذي أوصلني في بعض المرات لإنكار واقعي برمته

أعترف أن الخيال كثيرا ما أمسك بزمام الأمور في عقلي، و ذاكرتي، و حتى قراراتي
و قضيت فترة كبيرة من حياتي أحاول استعادة السيطرة
وددت لو أنني على الأقل أستطيع التفرقة بين الواقع، و الخيال

الأمر فقط.. أن الخيال تعدى مرحلة الجمال..
مكثت فيه طويلا للحد الذي وصلت فيه لمرحلة محاكية للواقع
بدأ يصبح قبيحا، أليما.. 
بدأ يصبح.. واقعيا!!

كان جزء مني يحاول ترهيبي من هذا العالم الوردي الخادع.. لكن و مرة أخرى: الأمور قد خرجت عن السيطرة

بدأت أتخيل الأسوأ.. لأحمي نفسي من الواقع الأليم المُحتَمَل
لكن.. لم أكن أفعل شيئا حقا غير إدخال نفسي في دوامات متتابعة من الكآبة، و السواد

إلا أنني.. و فقط عندما تنقطع علاقتي بأحد الأشخاص
أبدأ في تذكر كل شيئا جميلا تخيلته لمستقبلنا

لكنني سرعان ما أتناسى، و أنزل الشارع لأطالع المارة
و أهمس في نفسي أثناء عبور أحد الأشخاص من أمامي: 
"وداعا أيها الغريب الذي لم أحييه قط.. من المؤسف أنك لا تعلم كم يمكن أن يكون زواجنا رائعا!"

الخميس، 30 أكتوبر 2014

حُمى الاشتياق

لا أعلم متى آل بي الحال لهذا..
أصبحت أخشى ظلي، و أخشى منظر الدماء
و أرهب الأصوات أيا كان مصدرها

هل هذا يتعلق بتوقف أحلامي الدموية السادية؟
لطالما كنت أتلذذ بمظهر الدماء و التعذيب، و القتل في عقلي الباطن
لكن ليس في هذه الأحيان..

كنت لا أخشى شيئا.. و أسير واثقة الخطى أنفي يلامس السَحاب
أصبحت أخاف كل شئ.. و هذا ليس جميلا
لم أعلم لماذا، لكنني كرهت هذا
بت مُنكَسِرة..
أردت العودة لنفسي القديمة.. لم أعلم أهي حالة مؤقتة أم مُستَديمة
أهذا ما يحدث جراء الاكتئاب؟ أهذا ما يولده بي الألم؟

كان الألم يجعلني أقوى.. يجعلني أقسى
لا أعلم لماذا يضعفني هذه المرة.. ألأنني لا أريد حقا أن أتحول لهذا الوحش الغاضب القاسي؟
لماذا هذه المرة أحتجزه؟ ألأنني سأمته؟ أم لأنني أخشى منه؟

نفسي العزيزة.. اعذري كلماتي المتخبطة، و تساؤلاتي الكثيرة
تغاضي عن خوفي و ارتباكي، و اخبريني بالحق
أين أنت يا حدسي؟ أين تذهب عندما أحتاجك أيها الجرذ الجبان؟
لن ألومك عندما تخطئ.. هذه المرة سألوم نفسي
كان على أن أفَرِّق بين ما توقعته، و ما تمنيته
و شتان بينهما يا فؤادي.. شتان..

يقال أنك فقط عندما تتوقف عن توقع الأسوأ، تجده
يا لعبثية القدر!
حتما تمازحيني أيتها الحياة.. ألا أجد بكِ الخير يوما؟
بل ألا أجد بكِ السعادة؟

عندما قررت وطأ هذه الأرض لم أكن أظن أنني سأرغب بالمكوث بها
لم أكن أحسب أن أيامي بها أكثر من معدودة
لكن الأمر اختلف عندما دخلتها
لم أظن قط أنني سأغادرها.. على الأقل ليس بهذه الطريقة

يذكرني الأمر بهذه البلد.. 
رحلت عني رغم أنني لم أرحل عنها
أود الرحيل لكن لا أستطيع
أنا مُعلَّقة بين الواقع و الأحلام
و لا تضحكني غير الأوهام

أنا فتاة يا سيدي لا أقبل المساومة
إما أن أُتَوَّج على عرش هذه المملكة
أو أن تُسحَب جنسيتي، و عندها سأخرج بكرامتي

افعل بي أي شئ، اصدر قراراتك الدكتاتورية أو الديموقراطية
فقط ناولني الدستور.. 
و حاول ألا تتلاعب بالألفاظ.. توقف عن هذا الهراء الذي يفعله كل الدبلوماسيين
لا تؤجل إشعارك إلى حين
و توقف عن جعلي أشعر أنني مذنبة دون أن تلقي القبض علي
و توقف عن دس الماريجوانا في حقيبتي، و أنت تعلم أنني لا أدخن حتى

فأنا..
أريد ألا أخاف أن أنظر لعينيك يوما و أجدك تتحاشاني
أو أن أتصل بك يوما ، و أنت تتفاداني

لا أريد النوم باكية متسائلة عن الخطأ الذي فعلته بحقك
لا أريد النوم باكية بسبب أنك لم تأبه لبكائي
لا أريد أن أبكي.. أو أن أخاف

هذا الشعور الجنوني بالخوف من فقدانك قد يدفعني يوما إلى تعمد فقدانك

أعلم.. أنت لم تفعل شيئا .. 

أنا مجنونة.. أهول الأمور، و أختلق الأشياء، و أفقد عقلي عندما أعجز عن الفهم، أو عندما أشتاق!

الجمعة، 24 أكتوبر 2014

الفرص

الفرصة.. هي اللي بتجيلك؟ و لا أنت اللي بتخلقها؟

الحياة عبارة عن مجموعة من الفرص، و نقاط التحول اللي بتغير مسار حياتك تبعا لاختياراتك 
الحياة مش بتتيح لك اختيارات كتير، مش بتخليك تختار أهم الأشياء في حياتك زي : "اسمك، عائلتك، جنسك، شكلك، بلدك.. إلخ"

كأنك وزعت الألوان عشوائيا على مجموعة أطفال، و قلت لهم ارسموا

أنت مش قادر تفهم مدى عشوائية الحياة.. مش فاهم ما إن كان للقدر خطة، أم إنه بيهذي
ساعات بتحس إن كل حاجة ماشية تمام، أو إن كل حاجة بتعاند رغباتك.. ماتعرفش!

بس الفكرة في الفرص.. إن مش كل الناس هتعرف تميزها
ساعات بعد ما يفوت الأوان بتكتشف إنك فوتت على نفسك فرصة مش هتتكرر
الأمر اللي بيخليك تحس بشعور اسمه "الندم"

الندم مش بيبقى نتيجة إنك أسأت الاختيار؛ لأنك لو كنت اخترت، كنت هتقدر اختيارك إيا كان، و لو اتكرر الموقف مليون مرة هتقوم بنفس الاختيار
لكن الندم بينتج عن إنك ما اديتش لنفسك فرصة للتفكير.. ما اخترتش، و طنشت، و اتصرفت بدون تفكير، و بدون حساب للعواقب
أو حتى عشان أفرطت في التفكير، و احترت، فاتأخرت، و فات وقت القرار

فكرت قبل كدة إنك "ماديتش لنفسك فرصة تدي للأمر فرصة؟"

امتى بيبقى عندك استعداد تجرب، و تخاطر، و تخوض أمر رفضته كتير قبل كدة
ايه المختلف في الشئ دا؟ في الشخص دا؟
ماتعرفش..
و دا بيخليك تحس إن قراراتك لا تقل عشوائية عن الحياة.

عُمر حد سألك "ليه عملت كدة؟ ليه اخترت كدة؟"
و ماكنش عندك إجابة غير إنك عايز كدة؟ أو حسيت إنك عايز تعمل الشئ دا؟
الشعور اللي مابتبقاش عارف تفسره بعقلك، و مابيبقاش له أسباب منطقية دا.. بيقولوا اسمه "حُب" 

مش دايما الفرص بتنجح.. فحتي الفرصة ساعات بتبقى عايزة فرصة!
كل الأمور بتحتاج مساحة.. مساحة زمانية، مكانية.. بس تقديرك للمساحات، و وقتها هو اللي بيفرق

الفرص هي اللي بتجيلك، بس أنت اللي بتستغلها
الفرص هي اللي بتجيلك، بس بتيجي نتاج سلسلة من اختياراتك الشخصية، و تقاطعات حياتية

انت مش بتخلق الفرص، بس بتساهم في صناعتها، و دا اللي بيخليك تطلق على أشياء معينة "فرص" دونا عن غيرها، عشان أنت عايزها، و من الأول بتسعى لها، و لما شفتها عرفتها..
الأمر كله يكمن في.. إنك تعرف انت عايز ايه.

الأربعاء، 1 أكتوبر 2014

صرخة الريحانة

أكاد أقسم أنني سمعت صراخها! الريحانة..

لكن كانت فكرة سديدة بألا أُقسِم.. حيث أن النباتات لا تصرخ، على الأقل ريحانتي التي أربيها لا تصرخ. كان هذا صوت آخر قادم من الشارع
لكن مجازا.. سأعتبرها صرختها.. ذلك الصوت الذي زلزل ضميري و أنا أقطف بضع أوراقها لأعد السباجيتي بصلصة الطماطم و الحبق..
هل كنت أفكر في ريحانتي و أنا أنتزع الأوراق؟ لا بالطبع، كنت أفكر في السباجيتي
و لم أشعر بأي ذنب .. حيث أنني أعتبر أوراق النبات مثل الشعر الآدمي، سينمو مجددا دائما، و لن يؤلمها
هل هذا صحيح علميا؟ لا أعلم، إنها مجرد نظرية وضعتها، و استخدمتها على الأشياء التي تعاود النمو من جديد

لكن.. لم يهتز ضميري بسبب قطف الأوراق.. بل بسبب إهمالي لها
هل رويتها هذا الأسبوع؟ لا، فأنا لم أعد السباجيتي هذا الأسبوع، و لا البيتزا أيضا

كان كل هذا يدور في عقلي، و أنا أكاد لا أصدق كم أنا انتهازية
لم أكن أتذكر وجود نبتة الريحان تلك إلا عندما أحتاج لها

نبتة الريحان تلك.. كانت هدية من أحد الغرباء
كنت عندها في قطار الأنفاق الملئ برائحة العرق، و القذارة
و في وسط الزحام دخلت تلك المرأة المسنة و هي تمسك بورق جرائد ملفوف حوى شيئا رائحته طيبة للدرجة التي تطغى على أي رائحة سيئة
كنت أتنشق الرائحة كالمجنونة، و وجدت نفسي أخترق الزحام غير آبهة بتوبيخ الناس لي، متوجهة إلى تلك السيدة
كان التوتر يملأني عندما نظرت لعينيها.. لم أعرف ماذا أقول لها، فسألتها رغم معرفتي الإجابة: "ما هذا النبات الجميل الذي تنبعث منه تلك الرائحة الطيبة؟"
فأجابتني ببشاشة: "إنه الريحان! انتظري"
و وجدتها تعطيني بعض من بذور الريحان، و تلفها في ورق جرائد، و تخبرني بأن أزرعه عندي

كانت تلك.. أجمل هدية من غريب.. كان هذا أمرا مميزا حقا

فسامحيني يا نبتتي.. سامحيني، لكن اصمدي، و اعذري إهمالي الذي لن يتكرر أبدا...

لهفة و شفقة

"-آلو.. أحمد؟
-أيوة أحمد يا نهى، هيكون مين
-آه، أنا بس كنت باتأكد
-تمام
-عامل ايه؟
-تمام الحمد لله
-يا رب دايما 
-....
-آاا.. أنا بس كنت متصلة أطمأن عليك، و أقول لك جمعة مباركة و كدة
-ربنا يخليكي
-عشان بقى لي كتير ماسمعتش صوتك..
-آه.. من ساعة البارح لما اتصلتي تقوليلي Happy weekend .. كتير فعلا
-هاها.. بتتريق عليا يا أحمد؟
-يعني آه
-أوه..
-باهزر يا بنتي، ماتبقيش كدة.. انتي عبيطة؟
-آه
-هاهاها! حد يقول على نفسه كدة؟
-هاها آه الاعتراف بالحق فضيلة بقى
-ماشي يا باشا مانتحرمش من سؤالك.. كنتي بتعملي ايه كدة؟
-مافيش كنت باحاول أخلص الكيميا العضوية 
-تمام، ماعطلكيش بقى، كملي مذاكرة
-ماشي يا أحمد، خلي بالك من نفسك
-تمام
-باي يا أحمد
-باي"