الخميس، 2 يناير 2014

تأملات في ظلمة النفس

لأن الشخص لا يستطيع تغيير مشاعره تجاه ذكرياته، بدأت بإعادة تشكيل ذكرياتي
حذفت منها الكثير، و أضفت الخيال لبعض الوقائع..
شوهتها أم جمّلتها، المهم أنني غيرتها
كنت أتباهي بقدرتي على النسيان، بينما الحقيقة أنني كنت أختلق الأكاذيب على نفسي و أحيا فيها
لكن العواقب جاءت وخيمة
ليس الماضي فقط هو الذي اختلقته.. بدأت (لا إراديا) باختلاق أشياء في الحاضر امتدادا للماضي المزيف؛ ليتماشى كل شئ جيدا
كان لا بد من أن أسير على نهج واحد.. و لو أنني أعلم أنني سأسقط في النهاية..


و في الأوقات التي يسأم فيها عقلي من الذكريات اللا منطقية التي اختلقتها، يحذفها تماما، حتى أصل لهذه المرحلة التي أنا فيها الآن: و هي أنني لا أتذكر أي شئ من الماضي على الإطلاق و كأنني أتيت من العدم.

لكن ما تأثير شعور أنني أتيت من العدم عليّ؟
هل هناك شئ يأتي من العدم؟ لا
إذا، فأنا لا شئ؟
تدريجيا يبدأ الشخص بالشعور بالتلاشي حتى يصل لمرحلة يشعر فيها أنه ميت تماما.

عندما أقول: "أنا ميت" ينظر لي الناس بتعجب، (فعلى حد قولهم) الموتى لا يتكلمون
و هم يجهلون أن هناك من يموت نفسيا لعدة أسباب منها ما ذكرت سلفا
و عندما يصل الإنسان لمرحلة الإقتناع التام بأنه ميت، فلا شئ يشكل فارقا في الحياة، هي تكون بداية للموت الحقيقي و في بعض الأحيان قد تؤدي هذه الحالة إلى الانتحار.