الأربعاء، 31 ديسمبر 2014

لن أبكي الليلة تحت الشراشف

دائما ما أترك اختيار العنوان لحين الانتهاء من كتابة الموضوع.. اليوم فقط بدأت بكتابة العنوان دون أن يكون لدي فكرة كافية عما سأكتبه
فدعوني أحدثكم قليلا عن ليلة رأس السنة

هل هي صدفة أنني أقضي هذه الليلة من كل عام باكية؟ أم أنني أخطط لذلك في مراسم غريبة من الحزن و الكآبة؟
هل أقرر في آخر يوم من السنة أن أستعيد ذكرياتي السيئة طوال العام، و أندب حظي بسببها؟
على الرغم من شخصيتي التي تميل للسواد، و الكآبة، فلا.. ليس هذا ما يحدث
كان يصدف فقط أنني أكتشف أنه في عالم موازِِ يقوم أحدهم الآن بتقبيل حبيبته التي يرجو قربها لمزيد من الوقت، بينما أنا لا أزال أواجه نفس المشاكل السئيمة، و أتعرض للغدر، و الهجر، و الرياء
هذا طبيعي، الجميع يتعرض لهذا، حتى ذلك الشاب الذي يقبل حبيبته الآن قد تعرض لأكثر من هذا
الصدفة فقط تكمن في توقيت حدوث هذه المشاكل.. تحديدا ففي نهاية كل عام لم أكن سعيدة أبدا

العام الماضي قضيته باكية لأنني رأيت وجها آخر من شخص أحببته كثيرا
و العام الذي يسبقه قضيته في نفس الحالة؛ لأن الشخص الذي اهتممت لأمره حقا قرر عقد خطبته على حبيبته السابقة.. لم يستطع نسيانها 
و أذكر أن هناك ليلة قضيتها في رأس السنة و أنا أدرس الرياضيات.. لم أكن أبكي فقط، بل كنت أنتحب

أستطيع أن أقنعكم بأن الصدفة هي التي جعلت من كل ليلة قبل مطلع العام بهذا السوء
أو أستطيع فقط الاعتراف بأنني لم أكن حقا أبذل الجهد الكافي لإسعاد نفسي

لكن ما يجعلني فخورة حقا هو أنني تغيرت بقدر لا بأس به
علمت أنني لا أحتاج لقوى خارقة للطبيعة للتسبب في إسعادي
و أن سعادتي يمكن إيجادها مع نفسي، و ليس فقط مع الآخرين
و أن هناك العديد و العديد من الأشياء في العالم،  الكبيرة منها و والصغيرة، لكن بوسعها جميعها إسعادي

ربما أدركت أخيرا في 2014 أنني ربما بالغت في تقديس الكآبة
و أنه على الرغم من أنني لا أزال أؤمن أن الحُزن من أصدق المشاعر على الإطلاق، لكنه يمكنني أن أشعر بمشاعر أخرى بنفس الدرجة من الصدق.. كالفرح، و الحٌب، و الدهشة، و الشغف
كنت أخشى أن قلمي لا يستطيع التعبير إلا عن الألم، و المعاناة.. ربما لذلك كنت أخشى الخروج من هذه الحالة في أحيانٍ كثيرة
لكن.. ألا يستطيع قلمي التعبير عن اشتياقه لشخص ما؟ أو حُبه لشخص ما؟ أو رغبته في شئ؟ أو الاستطراد في الخيال؟
إنه يستطيع، لكنني فقط لم أكن أبذل الجهد الكافي في تسخير كل ما لدي من كلمات، و تشبيهات لأخرجه بنفس روعة الكلمات الحزينة التي أكتبها

لكن.. ألن أكون جاحدة جدا؟ أن أنسب الفضل في كل هذا لنفسي؟
في الواقع، فإن كل شخص أسعدني في هذا العام قد أثر فيّ كثيرا، و خاصة ما فعله أصدقائي لذكرى مولدي

هل تعلم ما هو تأثير أن تعتقد أن لا شئ على الإطلاق قد يستطيع إسعادك، لكن من حولك يثبتون لك العكس بإسعادك؟
إن عدد المرات التي اكتشفت فيها أنني كنت مخطئة بهذا الظن جعلني أفكر مليا في تحطيم أساطير الكآبة التي عشت بها طوال عمري
لا أتوقع من الجميع أن يفهم طبيعة هذا التأثير الذي حدث بي، لكن دعوني أقول أن كل شخصا قد أسعدني كان في الواقع يصنع شرخا صغيرا في السد الذي وضعته لنفسي في وجه السعادة الحقيقية.. حتى انهار، أو أوشك على الانهيار

كنت أفشل في الشعور بالسعادة، و لكن..
كل ما أريد قوله فقط أنه عندما يفشل الإنسان في شئ.. فذلك ليس لأنه لا يستطيع.. بل لأنه لا يريد.. ليس بالقدر الكافي.