الخميس، 30 أكتوبر 2014

حُمى الاشتياق

لا أعلم متى آل بي الحال لهذا..
أصبحت أخشى ظلي، و أخشى منظر الدماء
و أرهب الأصوات أيا كان مصدرها

هل هذا يتعلق بتوقف أحلامي الدموية السادية؟
لطالما كنت أتلذذ بمظهر الدماء و التعذيب، و القتل في عقلي الباطن
لكن ليس في هذه الأحيان..

كنت لا أخشى شيئا.. و أسير واثقة الخطى أنفي يلامس السَحاب
أصبحت أخاف كل شئ.. و هذا ليس جميلا
لم أعلم لماذا، لكنني كرهت هذا
بت مُنكَسِرة..
أردت العودة لنفسي القديمة.. لم أعلم أهي حالة مؤقتة أم مُستَديمة
أهذا ما يحدث جراء الاكتئاب؟ أهذا ما يولده بي الألم؟

كان الألم يجعلني أقوى.. يجعلني أقسى
لا أعلم لماذا يضعفني هذه المرة.. ألأنني لا أريد حقا أن أتحول لهذا الوحش الغاضب القاسي؟
لماذا هذه المرة أحتجزه؟ ألأنني سأمته؟ أم لأنني أخشى منه؟

نفسي العزيزة.. اعذري كلماتي المتخبطة، و تساؤلاتي الكثيرة
تغاضي عن خوفي و ارتباكي، و اخبريني بالحق
أين أنت يا حدسي؟ أين تذهب عندما أحتاجك أيها الجرذ الجبان؟
لن ألومك عندما تخطئ.. هذه المرة سألوم نفسي
كان على أن أفَرِّق بين ما توقعته، و ما تمنيته
و شتان بينهما يا فؤادي.. شتان..

يقال أنك فقط عندما تتوقف عن توقع الأسوأ، تجده
يا لعبثية القدر!
حتما تمازحيني أيتها الحياة.. ألا أجد بكِ الخير يوما؟
بل ألا أجد بكِ السعادة؟

عندما قررت وطأ هذه الأرض لم أكن أظن أنني سأرغب بالمكوث بها
لم أكن أحسب أن أيامي بها أكثر من معدودة
لكن الأمر اختلف عندما دخلتها
لم أظن قط أنني سأغادرها.. على الأقل ليس بهذه الطريقة

يذكرني الأمر بهذه البلد.. 
رحلت عني رغم أنني لم أرحل عنها
أود الرحيل لكن لا أستطيع
أنا مُعلَّقة بين الواقع و الأحلام
و لا تضحكني غير الأوهام

أنا فتاة يا سيدي لا أقبل المساومة
إما أن أُتَوَّج على عرش هذه المملكة
أو أن تُسحَب جنسيتي، و عندها سأخرج بكرامتي

افعل بي أي شئ، اصدر قراراتك الدكتاتورية أو الديموقراطية
فقط ناولني الدستور.. 
و حاول ألا تتلاعب بالألفاظ.. توقف عن هذا الهراء الذي يفعله كل الدبلوماسيين
لا تؤجل إشعارك إلى حين
و توقف عن جعلي أشعر أنني مذنبة دون أن تلقي القبض علي
و توقف عن دس الماريجوانا في حقيبتي، و أنت تعلم أنني لا أدخن حتى

فأنا..
أريد ألا أخاف أن أنظر لعينيك يوما و أجدك تتحاشاني
أو أن أتصل بك يوما ، و أنت تتفاداني

لا أريد النوم باكية متسائلة عن الخطأ الذي فعلته بحقك
لا أريد النوم باكية بسبب أنك لم تأبه لبكائي
لا أريد أن أبكي.. أو أن أخاف

هذا الشعور الجنوني بالخوف من فقدانك قد يدفعني يوما إلى تعمد فقدانك

أعلم.. أنت لم تفعل شيئا .. 

أنا مجنونة.. أهول الأمور، و أختلق الأشياء، و أفقد عقلي عندما أعجز عن الفهم، أو عندما أشتاق!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق