الأربعاء، 1 أكتوبر 2014

صرخة الريحانة

أكاد أقسم أنني سمعت صراخها! الريحانة..

لكن كانت فكرة سديدة بألا أُقسِم.. حيث أن النباتات لا تصرخ، على الأقل ريحانتي التي أربيها لا تصرخ. كان هذا صوت آخر قادم من الشارع
لكن مجازا.. سأعتبرها صرختها.. ذلك الصوت الذي زلزل ضميري و أنا أقطف بضع أوراقها لأعد السباجيتي بصلصة الطماطم و الحبق..
هل كنت أفكر في ريحانتي و أنا أنتزع الأوراق؟ لا بالطبع، كنت أفكر في السباجيتي
و لم أشعر بأي ذنب .. حيث أنني أعتبر أوراق النبات مثل الشعر الآدمي، سينمو مجددا دائما، و لن يؤلمها
هل هذا صحيح علميا؟ لا أعلم، إنها مجرد نظرية وضعتها، و استخدمتها على الأشياء التي تعاود النمو من جديد

لكن.. لم يهتز ضميري بسبب قطف الأوراق.. بل بسبب إهمالي لها
هل رويتها هذا الأسبوع؟ لا، فأنا لم أعد السباجيتي هذا الأسبوع، و لا البيتزا أيضا

كان كل هذا يدور في عقلي، و أنا أكاد لا أصدق كم أنا انتهازية
لم أكن أتذكر وجود نبتة الريحان تلك إلا عندما أحتاج لها

نبتة الريحان تلك.. كانت هدية من أحد الغرباء
كنت عندها في قطار الأنفاق الملئ برائحة العرق، و القذارة
و في وسط الزحام دخلت تلك المرأة المسنة و هي تمسك بورق جرائد ملفوف حوى شيئا رائحته طيبة للدرجة التي تطغى على أي رائحة سيئة
كنت أتنشق الرائحة كالمجنونة، و وجدت نفسي أخترق الزحام غير آبهة بتوبيخ الناس لي، متوجهة إلى تلك السيدة
كان التوتر يملأني عندما نظرت لعينيها.. لم أعرف ماذا أقول لها، فسألتها رغم معرفتي الإجابة: "ما هذا النبات الجميل الذي تنبعث منه تلك الرائحة الطيبة؟"
فأجابتني ببشاشة: "إنه الريحان! انتظري"
و وجدتها تعطيني بعض من بذور الريحان، و تلفها في ورق جرائد، و تخبرني بأن أزرعه عندي

كانت تلك.. أجمل هدية من غريب.. كان هذا أمرا مميزا حقا

فسامحيني يا نبتتي.. سامحيني، لكن اصمدي، و اعذري إهمالي الذي لن يتكرر أبدا...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق