آسفة لوقع العنوان على آذانكم
هذه المرة لن أطلب منكم قراءته، بل سأترك لكم حرية فعل هذا حسب وضعكم و حسب قوة تحملكم
بل أنني -كاتبة هذا الموضوع- لا أتحمل قراءته مرة أخرى
أعلم أن كل حرف فيه يؤلم كالخنجر في الحلق سواء انتقلت والدتك إلى رحمة الله أو ما زالت على قيد الحياة كما ما زالت أمي (أطال الله في عمرها)
لكن الحقيقة التي نهرب منها كل يوم هي أن كل البشر تموت، لكن.. ماذا لو ماتت أمي قبل أن أموت.
ماذا سأفعل؟ هل سأتخطى الأمر؟ كيف عساني أن أفعل ذلك؟
ربما سأشغل المذياع على المحطة التي كانت تسمعها دائما في التاسعة مساء، و أجلس على حاسوبي أضحك مع أصدقائي و أروي لهم تفاصيل يومي و همومي، ثم يضايقني صوت المذياع العالي، فأتسائل هل ما زالت أمي مستيقظة؟ أم أنها مستغرقة في النوم، و لم تكمل البرنامج للنهاية كما تفعل كل ليلة؟
أقرر أنني سأطفئ المذياع، فأدخل حجرتها و أوهم نفسي أنها في مكان ما تحت كل هذه الأغطية على الفراش، و أطفئ المصباح و المذياع و أعاود الجلوس على حاسوبي.
سأستيقظ، و لأنني على عجلة من أمري لن أتناول الإفطار في المنزل، عندما تخرج أمي من المرحاض لن تجدني، و ستعلم أنني كنت على عجلة، فتعاود النوم مرة أخرى دون أن تحضر لي الإفطار.
سأقضي وقتي في الخارج و أدخل الشقة منهكة، أقرر أنني سآكل طعاما مطلوبا من المطعم اليوم، فلقد سأمت طعام المنزل، و الأرجح أن أمي لم تطه اللحم الذي أحبه اليوم.
أنهي طعامي، و أمر بجانب حجرتها التي لا أطفئ نورها أبدا، و بدون أن ألقي عليها نظرة أستطيع أن أخمن بسهولة أنها تخيط لي شيئا جدبدا، و لن أتعب نفسي في النظر إلى ما تفعل، فأنا سأتذمر منه على أي حال، فلا شئ يبدو جميلا عليّ مهما صنعته هي جميلا.
سأدخل حجرتي لأنهي بعض الأمور، ثم أتصل بصديقاتي؛ لأثرثر معهن و بابي موصد، و لن يصعب علي معرفة ما تفعله أمي في هذا الوقت من الليل، هي حتما تقرأ كتابا ما حتى يغلبها النعاس..
أنهي ما أفعل، و أدخل حجرتها، و آخذ الكتاب الملقي بجانبها و أضعه على المنضدة، و أتخيل أنها كانت ترتجف من البرد كثيرا للحد الذي جعلها تلف نفسها جيدا بالأغطية بحيث لا يظهر منها شئ، و أبتسم في سخرية متذكرة كيف أمرتني بأن أرتدي الملابس الثقيلة، وبالطبع لن أفعل ذلك، ليس في هذا الوقت من العام. و أطفئ ضوء المصباح و أجلس على حاسوبي حتى يهلكني النعاسن فأنام على سريري.
لكنني فجأة أشعر بشئ غريب.. أشعر بالبرد.. بالوحشة.. و الوحدة.. بل أشعر أنني ميتة، و أن حياتي برمتها كذبة كبيرة..
أشعر أنني.. أحتاج لعناق طويل من أمي.. عناق أنام عقبه على نحرها..
أوشك على النهوض و إيقاظها.. لكنني أعلم في قرارة نفسي أنني لن أجدها في فراشها مهما بحثت تحت الأغطية، و أنها لن تستيقظ أبدا مهما حاولت..
فأغمض عيني رغم الدموع، و أقتع نفسي أن أمي نائمة في فراشها، و أنها تحتاج للإستيقاظ باكرا لتذهب لجدتي في الصباح و تطمأن عليها.
و عندما أستيقظت لم أجدها..حتماخرجت..
لكنها ستعود.. ستعود.. أليس كذلك؟
أشتاق إليها كثيرا بحيث أريد أن أرتمي بأحضان الموت حتى أصل إليها
أو أن تحيا للحظة واحدة من الزمن.. لحظة واحدة ألمسها و أشمها و أعانقها
لحظة لأخبرها أنني آسفة، و أنني أحبها كثيرا، و أنني نادمة على كل ثانية قضيتها و هي مستاءة مني.
و أستفيق من كابوس اليقظة اليومي هذا و أنا جالسة على حاسوبي، و هي حقا في حجرتهاا تمسك بإبرة الكوريشيه لتصنع لي شيئا جميلا أرتديه.
لجظة اكتشفت فيها أنه رغم أنني أخشى موتها كل يوم، إلا أنني الميتة.. بدون رضاها عني أنا معدومة...
هذه المرة لن أطلب منكم قراءته، بل سأترك لكم حرية فعل هذا حسب وضعكم و حسب قوة تحملكم
بل أنني -كاتبة هذا الموضوع- لا أتحمل قراءته مرة أخرى
أعلم أن كل حرف فيه يؤلم كالخنجر في الحلق سواء انتقلت والدتك إلى رحمة الله أو ما زالت على قيد الحياة كما ما زالت أمي (أطال الله في عمرها)
لكن الحقيقة التي نهرب منها كل يوم هي أن كل البشر تموت، لكن.. ماذا لو ماتت أمي قبل أن أموت.
ماذا سأفعل؟ هل سأتخطى الأمر؟ كيف عساني أن أفعل ذلك؟
ربما سأشغل المذياع على المحطة التي كانت تسمعها دائما في التاسعة مساء، و أجلس على حاسوبي أضحك مع أصدقائي و أروي لهم تفاصيل يومي و همومي، ثم يضايقني صوت المذياع العالي، فأتسائل هل ما زالت أمي مستيقظة؟ أم أنها مستغرقة في النوم، و لم تكمل البرنامج للنهاية كما تفعل كل ليلة؟
أقرر أنني سأطفئ المذياع، فأدخل حجرتها و أوهم نفسي أنها في مكان ما تحت كل هذه الأغطية على الفراش، و أطفئ المصباح و المذياع و أعاود الجلوس على حاسوبي.
سأستيقظ، و لأنني على عجلة من أمري لن أتناول الإفطار في المنزل، عندما تخرج أمي من المرحاض لن تجدني، و ستعلم أنني كنت على عجلة، فتعاود النوم مرة أخرى دون أن تحضر لي الإفطار.
سأقضي وقتي في الخارج و أدخل الشقة منهكة، أقرر أنني سآكل طعاما مطلوبا من المطعم اليوم، فلقد سأمت طعام المنزل، و الأرجح أن أمي لم تطه اللحم الذي أحبه اليوم.
أنهي طعامي، و أمر بجانب حجرتها التي لا أطفئ نورها أبدا، و بدون أن ألقي عليها نظرة أستطيع أن أخمن بسهولة أنها تخيط لي شيئا جدبدا، و لن أتعب نفسي في النظر إلى ما تفعل، فأنا سأتذمر منه على أي حال، فلا شئ يبدو جميلا عليّ مهما صنعته هي جميلا.
سأدخل حجرتي لأنهي بعض الأمور، ثم أتصل بصديقاتي؛ لأثرثر معهن و بابي موصد، و لن يصعب علي معرفة ما تفعله أمي في هذا الوقت من الليل، هي حتما تقرأ كتابا ما حتى يغلبها النعاس..
أنهي ما أفعل، و أدخل حجرتها، و آخذ الكتاب الملقي بجانبها و أضعه على المنضدة، و أتخيل أنها كانت ترتجف من البرد كثيرا للحد الذي جعلها تلف نفسها جيدا بالأغطية بحيث لا يظهر منها شئ، و أبتسم في سخرية متذكرة كيف أمرتني بأن أرتدي الملابس الثقيلة، وبالطبع لن أفعل ذلك، ليس في هذا الوقت من العام. و أطفئ ضوء المصباح و أجلس على حاسوبي حتى يهلكني النعاسن فأنام على سريري.
لكنني فجأة أشعر بشئ غريب.. أشعر بالبرد.. بالوحشة.. و الوحدة.. بل أشعر أنني ميتة، و أن حياتي برمتها كذبة كبيرة..
أشعر أنني.. أحتاج لعناق طويل من أمي.. عناق أنام عقبه على نحرها..
أوشك على النهوض و إيقاظها.. لكنني أعلم في قرارة نفسي أنني لن أجدها في فراشها مهما بحثت تحت الأغطية، و أنها لن تستيقظ أبدا مهما حاولت..
فأغمض عيني رغم الدموع، و أقتع نفسي أن أمي نائمة في فراشها، و أنها تحتاج للإستيقاظ باكرا لتذهب لجدتي في الصباح و تطمأن عليها.
و عندما أستيقظت لم أجدها..حتماخرجت..
لكنها ستعود.. ستعود.. أليس كذلك؟
أشتاق إليها كثيرا بحيث أريد أن أرتمي بأحضان الموت حتى أصل إليها
أو أن تحيا للحظة واحدة من الزمن.. لحظة واحدة ألمسها و أشمها و أعانقها
لحظة لأخبرها أنني آسفة، و أنني أحبها كثيرا، و أنني نادمة على كل ثانية قضيتها و هي مستاءة مني.
و أستفيق من كابوس اليقظة اليومي هذا و أنا جالسة على حاسوبي، و هي حقا في حجرتهاا تمسك بإبرة الكوريشيه لتصنع لي شيئا جميلا أرتديه.
لجظة اكتشفت فيها أنه رغم أنني أخشى موتها كل يوم، إلا أنني الميتة.. بدون رضاها عني أنا معدومة...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق